لم يكن يومًا مشهدًا عابرًاً كي نكمل يومنا بعده

   

لم يكن يومًا مشهدًا عابرًاً كي نكمل يومنا بعده



وقفت تحدّق في الأفق بعينيها البنيتين، تستشعر نسيم الصباح وهو يلامس وجهها برفق، بينما تغمرها زقزقات العصافير بسكينة لا توصف

 أنهت جولتها الصباحية، وارتشفت قهوتها مستمتعة ببداية يوم يشبه الحلم

لطالما تمنّت بيتًا هادئًا، بحديقة صغيرة، بعيدًا عن ضجيج المدن

واليوم تحقق الحلم لكنها فوجئت بأن أحدًا غيرها لا يستمتع بالمكان.

سألت نفسها: "كيف يملك الناس هذا الجمال ولا يستمتعون به؟”

ثم تمتمت: "يبدو أن الإنسان قادر على التعود على كل شيء… حتى أجمل ما لديه!"

                                                                              

                                                                                            


 

عادت بها الذاكرة إلى أيام الجامعة

تلك اللحظة التي لفت نظرها إعلان ورقي على نافذة شقة قديمة:"للإيجار"

كانت الشقة تطل على البحر، قريبة من الجامعة، جميلة إلى درجة يصعب تصديقها


لم تتوقع يومًا أن تُتاح لها ولصديقتها فرصة كهذه ومع ذلك، حصلتا على الشقة وبسعر مناسب

في البداية، كانت كل لحظة فيها حلمًا حيًا:

الفطور على الشرفة، الدراسة على مقعد يطل على البحر، الضيوف يأتون ويتأملون المنظر بدهشة.


لكن شيئًا فشيئًا...

تحوّلت الشرفة إلى ركن مهمل، لا تُفتح نوافذه إلا عند زيارة أحد.

صار البحر موجودًا، لكنه غير مرئي، غير محسوس.

نفس المكان، نفس الجمال، لكن القلوب… اعتادت

يقول علم تصميم الخبرات:

الإنسان يميل لأن يعتاد أي شيء يتكرر ويستمر في حياته لمدة طويلة 

•⁠  ⁠مثل من يستيقظ كل يوم، ولا يرى في نعمة البصر معجزة.

•⁠  ⁠أو من يأكل من شجرة صيفًا، ويقطعها للتدفئة شتاءً، دون أن يتوقف لحظة للتأمل.

•⁠  ⁠أو من يفتح صنبور الماء كل صباح، دون أن يتساءل كيف يصله.

•⁠  ⁠أو من يتنفس بلا مقابل… ولا يعرف أن مجرد النَفَس حياة.


هكذا يعتاد الإنسان أعظم النعم…

حتى تُنتزع منه

حينها فقط يُدرك معناها

 




لكن ماذا عن الألم؟

إذا كنا نعتاد الجمال… فهل نعتاد القسوة أيضًا؟

للأسف، نعم..


•⁠  ⁠كيف أصبح مشهد الأسر المهجرة التي تحمل ما تبقى من حياتها في حقيبة أمرًا عاديًا؟

•⁠  ⁠كيف نرى أبًا يعود خالي اليدين ولا نشعر بثقل عجزه؟

•⁠  ⁠كيف صار سماع أرقام الضحايا مشهدًا متكررًا لا يحرّك ساكنًا؟

•⁠  ⁠كيف يمرّ خبر طفل يبكي لأنه عطشان… وكأن الأمر عادي؟


هل هذا طبيعي؟ هل هو مقبول؟

هل من المنطقي أننألف المأساة؟ أن نُسلم بحدوثها؟ أن نعيش معها دون أن نرتجف من هول قسوتها؟


غزة جرح لا يجب أن نعتاد عليه.. 


                                                 


ما يجري في غزة اليوم لا يجب أن يصبح خبرًا عابرًا.

إنه امتحان لضمير العالم، لوجدان الفرد، لإنسانيته الأساسية.

كل من يشهد هذا الظلم، عليه أن يتفاعل… حسب قدرته، وعقله، وقلبه.


أخطر ردة فعل ممكنة… أن نعتاد، أن نُسلم أن نكمل حياتنا وكأن شيئًا لم يكن


لأن ما يحدث ليس طبيعيًا.

ولا ينبغي أن نراه طبيعيًا.

في زمن يزداد فيه العنف،


وفي عالم اعتاد الظلم،

يُصبح الرفض… موقفًا إنسانيًا.

فلنتمسك بقلوبنا حيّة.


ولنتذكر:

النعم إذا أُلِفت... نُسيت.

والمآسي إذا اعتدناها… تكررت. 

                                                                                   ***

Deneyimsel Tasarım Öğretisi, geçmiş deneyimlerden yola çıkarak, geleceğimizi tasarlamaya yönelik stratejiler üreten bir bilgi topluluğudur. 

 İnsanın daha mutlu, daha başarılı, daha iyi ilişkilerinin olması için yöntemler sunar.

"Kim Kimdir""İlişkilerde Ustalık" ve "Başarı Psikolojisi" Programları ile bu amaca katkı sağlar.

Deneyimsel Tasarım Öğretisinde anlatılan tüm bilgiler, gerçek bilgiler olup, tüm zamanlar, tüm konular ve tüm insanlar için geçerlidir.

***

"İnsanoğlu, yeryüzünde var olduğundan beri,

En büyük dostu ve düşmanı hiç değişmedi.

Aynadaki kişi!

Tek başına neler yapabileceğini keşfet!"

Yahya Hamurcu

***











Yorumlar

Popüler Yayınlar